vendredi 8 juin 2007

تلاميذ يصفون الامتحان بيوم القيامة

يوم الامتحان يوم رهيب يتم تشبيهه بيوم الحساب لأن التلميذ يستعد له طيلة السنة، وكلما اقترب موعده كلما ازدادت خفقات قلب الممتحنين، وهجر النوم الجفون وحضرت الأحلام والكوابيس المزعجة، وعزفت المعدة عن مختلف صنوف الأطعمة حتى ما لذ منها وطاب٠ يقع كل ذلك لأن فترة الامتحان بالنسبة للتلميذ مصيرية مرعبة قد ترفعه أعلى عليين مثلما قد تنزل به للدرك الأسفل. الامتحان من منظور فؤاد تلميذ بقسم الباكلوريا لا يحمل في طياته ذرة من المنطق أو العقل، لحظة مزاجية بكل المقاييس، يحكمها الحظ أكثر من الاستعداد النفسي والمعرفي للتلميذ، فلم يتردد تلاميذ الدار البيضاء في نعته بيوم القيامة٠ وترى منى في هذا الإطار أن الامتحان الجهوي للسنة الثانية باكلوريا يكرس هذا الرهاب المعروف عن الامتحان لأنه يمثل نسبة 25 بالمائة من النقطة العامة ويشمل المواد غير الأساسية، فهو الذي يحدد مصير التلميذ وتعتبر نقطة 9 أو 8 نهاية للمشوار الدراسي لصاحب النقطة مهما كان نجيبا فحسب هذه التلميذة يستحيل تدارك الفارق٠ شهادة منى تعبير بليغ عن الطريقة المنهجية والموضوعية التي يدبر بها الامتحان. وحسب رأيه عمر اوكان مفتش تربوي لم يتحول الامتحان بعد إلى سؤال تركيبي يخاطب في التلميذ الكفايات التواصلية، والكفايات المنهجية والمؤهلات البداغوجية، ولازال يعتمد بالمقابل الكم وحجم المعلومات التي حفظها التلميذ واستظهرها. واستدل أوكان بذلك على انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي يربطها بعض المدرسين بالامتحان فتتحول حسب إلى«بورصة للنقط» كما ألح على ضرورة الوصول إلى امتحان متعدد الأبعاد منفتح على مختلف مكونات الشخصية٠ الامتحان بهذا المعنى لحظة تفاعل وحوار بين السائل والمجيب وليس لحظة « حساب» من سائل سلطوي علوي إلى مسؤول ضعيف خاضع، حيث يلزم الامتحان التلاميذ بعرض وإعادة نسخ ما قدمت دفاتيرهم وما أخرته أولا بأول غير مجزوء أو منقوص والويل لمن قدم أو أخر أو حذف٠ ومخافة الوقوع في إحدى هذه «الزلات» فإن التلاميذ يلتجؤون للحفظ والاستظهار المكرور وصنع «الحروز» مخافة النسيان، يتملكهم الخوف من وقع لحظة السؤال المرعبة، فيرتبكون ويسقطون في «المحظور». تتعدد الأقراص المهدئة للأعصاب والمشروبات الطبيعية الملينة للمزاج أو المبعدة للنوم والمخففة لمضاعفات الأرق التي يتناولها التلاميذ ويتناصحون بتناولها، خلال هذه الأيام، والمشكل واحد هو الاستعداد للامتحان٠ الامتحان هو الغول والشبح المرعب الذي من أجله يدرس التلميذ طوال مشواره ومن أجله يتلقى الدروس الخصوصية٠ ليصبح جوازا للحصول على شهادة ورقية لا يهم ما تعنيه على المستوى التعليمي لحاملها، لذلك قد تتحول لمجرد ورقة ضغط على الدولة من أجل الحصول على شغل٠ يرى أوكان أن ميثاق التربية والتكوين والكتاب الأبيض لعب دورا إيجابيا في إعادة هيكلة الكتاب المدرسي الذي وضع ٌإجراءات جذرية على مستوي المناهج والمواضيع المسايرة للركب الحضاري والحداثي للدولة، إلا أن التركيز على الكم والشحن ومشكل محدودية الكفاءات التربوية وغياب التكوين المستمر تحد من تطبيق هذا البرنامج ليظل المقرر والامتحان يجتران نفس المظاهر القديمة ٠وقد اعتبر بعض التلاميذ بشكل مجازي ديون الأبناك أهون من ديون هذا الامتحان الشبح لأن امتحان السنة الثانية الجهوي يعتبره التلاميذ لحظة رهيبة ونتيجته محدد أساسي لنتيجة الباكلوريا، فلم يتردد معاد بدوره من وصفه بـ«الضربة القاضية التي يروح ضحيتها كثير من التلاميذ النشيطين والنجباء»، خصوصا الذين يقعون ضحية الوقع النفسي لهذا الاختبار المصيري٠
إدريس النجار
الاحداث المغربية

Aucun commentaire: